روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | صحتك.. في شهر الصيام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > صحتك.. في شهر الصيام


  صحتك.. في شهر الصيام
     عدد مرات المشاهدة: 2673        عدد مرات الإرسال: 0

صحتك في شهر الصيامأغلبُ الناس يكون متلهفًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، ويعاهد ربه على فعل كذا وكذا من الطاعات.

وبعد مرور أيام قليلة من هذا الشهر الفضيل إذا بالهمم تضعف، والقوى تخور، ولا تقوى ربما حتى على صلاة القيام، وبالكاد يستطيع أغلب الناس تأدية أعمالهم الاعتيادية بشكل شبه طبيعي!!

فأين الخلل؟ ولماذا هذا الفتور الشديد؟ أليس في الصوم صحة الأبدان؟

يرجع ذلك لعدم دراية أغلب الناس بالأسلوب الغذائي الصحيح، ولعدم وجود التوعية الصحية الجيدة، وجهل الكثير بالنظام الواجب اتباعه لتأدية الغرض الصحي والشرعي من الصيام.

وسوف نستعرض باختصار بعض العادات غير الصحيحة بالنسبة للإفطار والسحور في هذا الشهر المبارك:

أخطاء في الإفطار:

- بدايةً من المعلوم أن تعجيل الفطر من السنة؛ يقول : "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر".

ويخطئ من كان يظن أن تأخير الفطر لما بعد الصلاة أفضل له ولصحته ظنًّا منه أنه بذلك يستطيع الصلاة بخشوع, وهذا فهم غير صحيح على الإطلاق.

فبعد يوم كامل من الصوم يكون الجسم في أشد الاحتياج لتعويض ما حصل له من نقص السكر في الدم؛ مما قد يؤدي بزيادة تأخير الفطر إلى حدوث هبوط في الدورة الدموية.

- من الخطأ الفطر على بعض المقبلات كالسمبوسة المقلية و(الشوربات) الدسمة والأطعمة المحتوية على كمية كبيرة من النشويات التي ترهق المعدة وتسبب عسر الهضم.

فقد كان يحب التمر في الفطور لما فيه من فوائد عظيمة خاصة للصائم؛ فالتمر يحتوي على كمية طيبة من الحديد والفسفور.

ويحتوي على سكر الفركتوز والجلوكوز ونسبة كبيرة من الفيتامينات التي يكون الجسم في احتياج لها بعد الصوم.

أيضًا ثبتت فاعلية التمر في علاج الإمساك والوقاية منه؛ إذ يتعرض الصائم للإصابة بالإمساك لنقص السوائل طوال النهار.

- من الخطأ أن يسرع الصائم لتناول ما تشتهي نفسه من الأطعمة المقلية في الزيوت والنشويات (كالمكرونة) والأرز، ويكثر من هذه الأصناف المشبعة بالدهون، فيحدث لمعدته صدمة غذائية لا تقوى على هضمها. فعلى الصائم أن يهتم بنوعية الطعام على مائدته كأن يحتوي على قدر لا بأس به من السلطات المحتوية على الخضراوات الطازجة والتي تعطي شعورًا بالامتلاء.

وتحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، وتحتوي أيضًا على نسبة طيبة من الماء، وتكون سهلة الهضم خفيفة على المعدة, فيبدأ بها أولاً ثم يتناول قدرًا من العناصر الغذائية الأخرى مثل القليل من النشويات والبروتين وغيرها.

- بعد يوم كامل من الصيام يكون الصائمُ في حالة جوع شديد ولا يقوى على الصبر؛ فيندفع وبسرعة كبيرة لالتهام أكبر كمية من الطعام، ولا يعطي للمعدة فرصة لتستريح، فيفاجأ بعد الإفطار بأنه بحاجة إلى خمس ساعات على الأقل ليتمكن من التنفس والحركة بصورة طبيعية.

فينبغي أن تتم عملية الإفطار على مرحلتين كما أسلفنا, فيفطر على تمر أو طعام حلو خفيف مع القليل من الماء على ألا يكون شديد البرودة, ثم يذهب إلى الصلاة, وفي هذه الأثناء تكون المعدة قد تنبهت واستطاعت أن تمتص الطعام للتأهب بعد دقائق لإكمال وجبة الإفطار على وجه صحيح.

- ذمَّ الله تعالى السرف والمسرفين عمومًا وفي الطعام على وجه الخصوص, فيقول عز وجل: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]. فالمبادرة لملء المعدة بكمية كبيرة من الطعام من الأمور الضارة جدًّا بالجهاز الهضمي، والتي تسبب عسر هضم وتلبك في الأمعاء، فيصاب الصائم بالدوار ويشعر بالإجهاد الشديد وكأنه كان في معركة شرسة، ومن ثَمَّ يحتاج للراحة بعد هذه العملية, مما يفوِّت عليه فرصة التعبد على الوجه الصحيح.

أخطاء في السحور:

- يظن الكثير من الناس أنه من المناسب لوجبة السحور أن تحتوي على مواد غذائية صعبة الهضم, فيسارع بأكل أكبر كمية من الطعام المسبك, وذلك حتى يضمن بقاءَها في معدته أطول مدة ممكنة، مما يقيه الشعور بالجوع!!!

وهذا غير صحيح, فالمعدة ليست صندوقًا يعبأ فيه الطعام لوقت الحاجة, بل هي عضو ضعيف ينبغي التعامل معه برفق وحكمة, فيتناول الصائم في سحوره الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية سهلة الهضم كثيرة السوائل كمنتجات الألبان والخضر الطازجة. ومن المفيد تناول بعض أنواع الحَساء كحَساء العدس لما فيه من عناصر غذائية قيمة ومفيدة ومقاومة للعطش.

- إن تغيير مواعيد النوم والطعام في هذا الشهر قد يصعب على البعض فيعمد لمحاولة المحافظة على المواعيد التي قد اعتادها قبل شهر رمضان إلا ما لا يقدر عليه, فيفضل تناول سحوره قبل النوم ويتسبب ذلك في تناوله في موعد مبكر أكثر مما ينبغي؛ فالبعض يفضل تناول وجبة السحور قبل منتصف الليل.

وبذلك يكون قد أضر بمعدته التي لم تهضم وجبة الفطور بعد، وبجسده كله فيتعرض للجوع حال صيامه نتيجة زيادة ساعات الصيام؛ لذا من الأفضل اتباع سُنَّة الرسول في السحور بتأخيره إلى قبيل الفجر، وبإمكانه النوم مبكرًا والاستيقاظ لنتاول السحور، ومن ثَم الاستعداد لصلاة الفجر وتلاوة بعض الآيات من القرآن الكريم وقت السحر.

- بعض الناس يحرص على تناول الموالح والمخللات والأطعمة الحارة في وجبة السحور، وذلك ليفتح شهيته فيتمكن من تناول أكبر قدر من الطعام، فيأكل لجوع سابق وجوع لاحق!! وينسى أن تلك العادة تتسبب في الإضرار بالمعدة، وتسبب له شدة العطش في النهار، فيجب أن تحتوي وجبة السحور على بعض الفواكه المحتوية على الماء والألياف؛ لمنع حدوث العطش والوقاية من الإمساك.

 أخطاء ما بين الوجبتين:

- يسارع الكثير من الصائمين إلى تناول أنواع شتى من الحلوى بعد وجبة الإفطار بقليل، ويسرف في ذلك كثيرًا، فتكون ربة البيت قد أعدت ما لذّ وطاب من الحلوى المليئة بالسكريات والمواد الدهنية المشبعة التي هو في غنى عنها بما قد تناوله في بداية إفطاره من تمر أو رطب أو أي طعام حلو، فلا يحتاج لكل هذه الكميات من الحلوى التي تسبب السمنة المفرطة، وربما الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

- بعد هذه المعركة العنيفة التي انتهت بهزيمة هذا الصائم الذي يظن أنه الفائز! يسعى جاهدًا في محاولات غير ناجحة لاستعادة شيء من نشاطه الذي فقده بعد كمية الإفطار وكمية الحلوى بعده, فيستعين بالمنبهات من القهوة والشاي وغيرها، فتعود عليه بالضرر البالغ, إذ يمنع الشاي امتصاص نسبة من الحديد الذي يحتوي عليه طعامه, ويجهد جهازه العصبي بذلك إجهادًا بالغًا, في حين أنه كان بإمكانه أن يتجنب ذلك بالاعتدال.

ولا بأس بتناول القليل من الشاي أو القهوة بعد وجبة الإفطار بساعتين على الأقل.

- يخشى البعض في أثناء النهار كثرة الحركة ظنًّا منه أن ذلك سوف يؤدي إلى سرعة الهضم، ومن ثَم يزيد شعوره بالجوع والعطش، فيحافظ على حركته فيمشي ببطء ويقوم ببطء ويفعل كل أعماله ببطء شديد.

في حين إن ذلك يزيد من خموله ويقلل نشاطه ويعمل على إبطاء حركة الأمعاء، فيتسبب في سوء الهضم وضعف جهازه الهضمي. وبعض التمارين الرياضية قد تفيد كثيرًا في صباح اليوم؛ إذ تنشط الجهاز العصبي وتنشط الدورة الدموية، فيُقبِل الصائم على عمله بنشاط وعزيمة فيما فيه النفع للقلب والأوعية الدموية، وليس فيه ضرر عليه على الإطلاق.

الكاتب: أ. مروة يوسف عاشور

المصدر: موقع موقع الألوكة